لا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَاْنَكَ إِنِّى كُنْتُ مِنّ الظَّالِمِيْن


الاثنين، 22 يونيو 2015

فالرب واحد والأبواب كثيرة

 حكم أحد الملوك على نجار بالموت، فتسرّب الخبر إليه فلم يستطع النوم ليلتها 

فقالت له زوجته :

أيها النجّار نم ككل ليلة فالرب واحد والأبواب كثيرة !


نزلت الكلمات سكينة على قلبه فغفت عيناه ، ولم يفق إلّا على صوت قرع الجنود 


على بابه . شحب وجهه ونظر إلى زوجته نظرة يأس وندم

وحسرة، على تصديقها .


فتح الباب بيدين ترتجفان، ومدهما للحارسين لكي يقيّدانه.


قال له الحارسان في استغراب :


لقد مات الملك ونريدك أن تصنع تابوتا له .


أشرق وجه النجار ، وعجب لمشيئة الله مسيّر الأقدار ، ونظر إلى زوجته نظرة 


اعتذار، فابتسمت وقالت :

أيها النجّار نم ككلّ ليلة فالرب واحد والأبواب كثيرة !


يرهق العبد نفسه في التفكير، و الربّ تبارك وتعالى من يملك التدبير، وله يعود


 القرار، لمن يرسل ملك الموت ، و من يتمدّد في التابوت قبل الآخر.


مــن اعتز بمنصبه فليتذكر فرعون


ومـن اعتز بمالـــه فليتذكر قارون


ومن اعتز بنسبه فليتذكر أبا لهب


إنما العزة والملك لله وحده سبحانه.


ربنا آتنا في الدنـيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار



  كان ثعلبة رضي الله عنه_ يخدم النبي في جميع شؤونه ، وذات يوم بعثه رسول الله 

في حاجة لہٌ فمر بباب رجل من الأنصار فرأى امرأة تغتسل وأطال النظر إليها فأخذته 

الرهبة وخاف أن ينزل الوحي على رسول الله بما صنع فلم يعد الى النبي ودخل جبالا

 بين مكة والمدينة ومكث فيها قرابة أربعين يوماً ... ... ... ... ... ... ... ... فنزل

جبريل على النبي وقال : يا محمد ، إن ربك يقرئك السلام ويقول لك أن رجلاً من أمتك

 بين حفرة في الجبال متعوذ بي . فقال النبي لعمر بن الخطاب وسلمان الفارسي : 

 انطلقا فأتياني بثعلبة ولما رجعا به قالا هو ذا يا رسول الله ؟ فقال له : ما غيبك عني

 يا ثعلبة ؟ قال : ذنبي يا رسول الله قال : أفلا أدلك على آية تمحوا الذنوب والخطايا ؟

 قال : بلى يا رسول الله . قال : قل (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا

 عذاب النار) . قال : ذنبي أعظم قال رسول الله : بل كلام الله أعظم ثم أمره

 بالانصراف إلى منزله فمر من ثعلبة ثمانية أيام فقال رسول الله : فقوموا بنا اليه ،

 ودخل عليه الرسول فوضع رأس ثعلبة في حجره لكن سرعان ما أزال ثعلبة رأسه من

 على حجر النبي فقال له : لمَ أزلت رأسك عن حجري ؟ فقال : لأنه ملآن بالذنوب .

 قال رسول الله ما تشتكي ؟ قال : مثل دبيب النمل بين عظمي ولحمي وجلدي . قال

الرسول الكريم : ما تشتهي؟ قال : مغفرة ربي ، فنزل جبريل فقال : يا محمد إن ربك

 يقرؤك السلام ويقول لك لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطايا لقيته بقرابها

 مغفرة فأعلمه النبي بذلك ، فصاح صيحة بعدها مات على أثرها فأمر النبي بغسله

 وكفنه فلما صلى عليه الرسول جعل يمشي على أطراف أنامله فلما انتهى الدفن قيل

 لرسول الله : يا رسول الله رأيناك تمشي على أطراف أناملك ؟ قال الرسول : والذي

 بعثني بالحق نبياً ما قدرت أن أضع قدمي على الأرض من كثرة ما نزل من الملائكة

 لتشييع ثعلبه - لا تكن انانيا فقط تقرأ فغيرك قد يقراها لأول مرة بل اقرأ وأرررسل

 لعل الله ينفع بك ( ربنا آتنا في الدنـيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار )

الثلاثاء، 5 مايو 2015

مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي

 

فى هذا البرنامج يمكن تحديد السور و البحث عن الآيات

 بكل بساطة كما يمكن التحكم فى نوع الخط ولونه 


بعون الله وتوفيقه تمّ إطلاق الإصدار الثاني من برنامج مصحف

 المدينة النبوية للنشر الحاسوبي، وهو أداة حاسوبية تستخدم في

 البحث عن نصوص الآيات القرآنية في

 المصحف، وكتابتها بخط 

الرسم العثماني (المطابق للرسم المستخدم في مصحف المدينة 

النبوية) في برامج النشر المكتبي. ويحتوي الإصدار المذكور على النسخة المحدَّثة من النص القرآني لمصحف المدينة النبوية المطبوع في مجمع الملك فهد لطباعة

 المصحف الشريف عام 1422هـ.
وتجدر الإشارة إلى أن الإصدار الثاني من البرنامج يتوافق مع

 نظام التشغيل (ويندوز 7). ويجري العمل على إطلاق النسخة 

المخصصة لأنظمة (ماك).


كما يجري العمل على إنتاج النسخة المطوَّرة من البرنامج 

وسوف تدعم نظام التشغيل (ويندوز 8) و متصفحات الانترنت 

بالإضافة إلى نظام ماك.
ولمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بصفحة البرنامج في 

موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف على شبكة الإنترنت، وعنوانه:

مصحف المدينة النبوية النشر الحاسوبي | مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة


ولمن لم يعمل معه البرنامج.
كامل المصحف على ملف وورد.

الأربعاء، 16 أبريل 2014

أدم عليه السلام


نبذة:

أبو البشر، خلقه الله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته وأسكنهما الجنة وأنذرهما أن لا يقربا شجرة معينة ولكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك، وجعله خليفته في الأرض، وهو رسول الله 

 إلى أبنائه وهو أول الأنبياء.
 

سيرته:

خلق آدم عليه السلام:

أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة في الأرض - وخليفة هنا تعني على رأس ذرية يخلف بعضها بعضا. فقال الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).

ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم تجارب سابقة في الأرض , أو إلهام وبصيرة , يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق , ما يجعلهم يتوقعون أنه سيفسد في الأرض , وأنه سيسفك الدماء . . ثم هم - بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق - يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له , هو وحده الغاية للوجود . . وهو متحقق بوجودهم هم , يسبحون بحمد الله ويقدسون له, ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته !

هذه الحيرة والدهشة التي ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم.. أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص من أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه في علمه، ولا يعرفون حكمته الخافية، ولا يعلمون الغيب . لقد خفيت عليهم حكمة الله تعالى , في بناء هذه الأرض وعمارتها , وفي تنمية الحياة , وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها , على يد خليفة الله في أرضه . هذا الذي قد يفسد أحيانا , وقد يسفك الدماء أحيانا . عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء , والخبير بمصائر الأمور: (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).

وما ندري نحن كيف قال الله أو كيف يقول للملائكة . وما ندري كذلك كيف يتلقى الملائكة عن الله ، فلا نعلم عنهم سوى ما بلغنا من صفاتهم في كتاب الله . ولا حاجة بنا إلى الخوض في شيء من هذا الذي لا طائل وراء الخوض فيه . إنما نمضي إلى مغزى القصة ودلالتها كما يقصها القرآن .

أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة.. وأصدر الله سبحانه وتعالى أمره إليهم تفصيلا، فقال إنه سيخلق بشرا من طين، فإذا سواه ونفخ فيه من روحه فيجب على الملائكة أن تسجد له، والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجود عبادة، لأن سجود العبادة لا يكون إلا لله وحده.

جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر - ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة - ومزج الله تعالى التراب بالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون. تعفن الطين وانبعثت له رائحة.. وكان إبليس يمر عليه فيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟

 
سجود الملائكة لآدم:

من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم .. سواه بيديه سبحانه ، ونفخ فيه من روحه سبحانه .. فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة.. فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له .. ما عدا إبليس الذي كان يقف مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم، لم يسجد .. فهل كان إبليس من الملائكة ؟ الظاهر أنه لا . لأنه لو كان من الملائكة ما عصى . فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . . وسيجيء أنه خلق من نار . والمأثور أن الملائكة خلق من نور . 
. ولكنه كان مع الملائكة وكان مأموراً بالسجود .

أما كيف كان السجود ؟ وأين ؟ ومتى ؟ كل ذلك في علم الغيب عند الله .
 ومعرفته لا تزيد في مغزى القصة شيئاً..

فوبّخ الله سبحانه وتعالى إبليس: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) . وبدلا من التوبة والأوبة إلى الله تبارك وتعالى، ردّ إبليس بمنطق يملأه الكبر والحسد: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) . هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد القبيح: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) وإنزال اللعنة عليه إلى يوم الدين. ولا نعلم ما المقصود بقوله سبحانه (مِنْهَا) فهل هي الجنة ؟ أم هل هي رحمة الله . . هذا وذلك جائز لكن الأرجح رحمة الله تعالى، فلم يكن إبليس في الجنة، وحتى آدم عليه السلام لم يكن في الجنة على الأرجح . ولا محل للجدل الكثير . فإنما هو الطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم .

قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84)
 لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) (ص)

هنا تحول الحسد إلى حقد . وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) . واقتضت مشيئة الله للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب , وأن يمنحه الفرصة التي أراد. فكشف الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ويستدرك فيقول: (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين .

وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه . إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الآدميين . لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان . لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عن بلوغ غايته فيهم ! وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده ; والعاصم الذي يحول بينهم وبينه . إنه عبادة الله التي تخلصهم لله . هذا هو طوق النجاة . وحبل الحياة ! . . وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره في الردى والنجاة . فأعلن - سبحانه - إرادته . وحدد المنهج والطريق:
 (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) .

فهي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم , يخوضونها على علم . والعاقبة مكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين . وعليهم تبعة ما يختارون لأنفسهم بعد هذا البيان . وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولا غافلين . 
فأرسل إليهم المنذرين .

 
تعليم آدم الأسماء:

 

ثم يروي القرآن الكريم قصة السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري , وهو يسلمه مقاليد الخلافة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا) . سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات . سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها - وهي ألفاظ منطوقة - رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة . وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض . ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى , لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات , والمشقة في التفاهم والتعامل , حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتفاهموا بشأنه . . الشأن شأن نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا باستحضار جسم النخلة ! الشأن شأن جبل . فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل ! الشأن شأن فرد من الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بتحضير هذا الفرد من الناس . . . إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة ! وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله 
هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات .

أما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية , لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم . ومن ثم لم توهب لهم . فلما علم الله آدم هذا السر , وعرض عليهم ما عرض لم يعرفوا الأسماء . لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص . . وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم , والاعتراف بعجزهم , والإقرار بحدود علمهم , وهو ما علمهم . . ثم قام آدم بإخبارهم بأسماء الأشياء . ثم كان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليم الحكيم:
 (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ 
وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) .

أراد الله تعالى أن يقول للملائكة إنه عَـلِـمَ ما أبدوه من الدهشة حين أخبرهم أنه سيخلق آدم، كما علم ما كتموه من الحيرة في فهم حكمة الله، كما علم ما أخفاه إبليس من المعصية والجحود.. أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوق الذي يعرف.. وهذا أشرف شيء فيه.. قدرته على التعلم والمعرفة.. كما فهموا السر في أنه سيصبح خليفة في الأرض، يتصرف فيها ويتحكم فيها.. بالعلم والمعرفة.. معرفة بالخالق.. وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو الإسلام.. وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها والسيادة عليها.
. ويدخل في هذا النطاق كل العلوم المادية على الأرض.

إن نجاح الإنسان في معرفة هذين الأمرين (الخالق وعلوم الأرض
يكفل له حياة أرقى.. فكل من الأمرين مكمل للآخر. 

سكن آدم وحواء في الجنة:

اختلف المفسرون في كيفية خلق حواء. ولا نعلم إن كان الله قد خلق حواء في نفس وقت خلق آدم أم بعده لكننا نعلم أن الله سبحانه وتعالى أسكنهما معا في الجنة. لا نعرف مكان هذه الجنة. فقد سكت القرآن عن مكانها واختلف المفسرون فيها على خمسة وجوه. قال بعضهم: إنها جنة المأوى، وأن مكانها السماء. ونفى بعضهم ذلك لأنها لو كانت جنة المأوى لحرم دخولها على إبليس ولما جاز فيها وقوع عصيان. وقال آخرون: إنها جنة المأوى خلقها الله لآدم وحواء. وقال أكثرهم: إنها جنة من جنات الأرض تقع في مكان مرتفع. وذهب فريق إلى التسليم في أمرها والتوقف.. ونحن نختار هذا الرأي. إن العبرة التي نستخلصها من مكانها لا تساوي شيئا بالقياس إلى العبرة التي تستخلص مما حدث فيها.

كان الله قد سمح لآدم وحواء بأن يقتربا من كل شيء وأن يستمتعا بكل شيء، ما عدا شجرة واحدة. فأطاع آدم وحواء أمر ربهما بالابتعاد عن الشجرة. غير أن آدم إنسان، والإنسان ينسى، وقلبه يتقلب، وعزمه ضعيف. واستغل إبليس إنسانية آدم وجمع كل حقده في صدره، واستغل تكوين آدم النفسي.. وراح يثير في نفسه ويوسوس إليه: (هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى) . وأقسم إبليس لآدم أنه صادق في نصحه لهم، ولم يكن آدم عليه السلام بفطرته السليمة يظن أن هنالك من يقسم بالله كذا، فضعف عزمه ونسي وأكل من الشجرة هو وحواء.

ليس صحيحا ما تذكره صحف اليهود من إغواء حواء لآدم وتحميلها مسئولية الأكل من الشجرة. إن نص القرآن لا يذكر حواء. إنما يذكر آدم -كمسئول عما حدث- عليه الصلاة والسلام. وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ آدم. أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء، وأخطأ آدم بسبب الفضول.

لم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى اكتشف أنه أصبح عار، وأن زوجته عارية. وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي بهما كل واحد منهما جسده العاري. ولم تكن لآدم تجارب سابقة في العصيان، فلم يعرف كيف يتوب، فألهمه الله سبحانه وتعالى عبارات التوبة (قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (23) (الأعرف) وأصدر الله تبارك وتعالى أمره بالهبوط من الجنة.

 
هبوط آدم وحواء إلى الأرض:

 
وهبط آدم وحواء إلى الأرض. واستغفرا ربهما وتاب إليه. فأدركته رحمة ربه التي تدركه دائما عندما يثوب إليها ويلوذ بها ... وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما الأصلي.. يعيشان فيهما، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث.

يتصور بعض الناس أن خطيئة آدم بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة. ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك. وهذا التصور غير منطقي لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة. لم يكن هبوط آدم إلى الأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارفون بالله. كان الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة. ويهبطان إلى الأرض. أما تجربة السكن في الجنة فكانت ركنا من أركان الخلافة في الأرض. ليعلم آدم وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان.

 
هابيل وقابيل:

لا يذكر لنا المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم الكثير عن حياة آدم عليه السلام في الأرض. لكن القرآن الكريم يروي قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي.

كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني.. ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه.. فأمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل. قال تعالى في سورة (المائدة):

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَإِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) (المائدة)

لاحظ كيف ينقل إلينا الله تعالى كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. عاد القاتل يرفع يده مهددا.. قال القتيل في هدوء:

إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) (المائدة)

انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض. كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في 
القبر وعاد يهيل عليه التراب.. بعدها طار في الجو وهو يصرخ.

اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم. اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل والأقوى. نقص أبناء آدم واحدا. وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه.

قال آدم حين عرف القصة: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ) وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقص
 لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.

موت آدم عليه السلام:

وكبر آدم. ومرت سنوات وسنوات.. وعن فراش موته، يروي أبي بن كعب، فقال: إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة. قال: فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون وأين تطلبون؟ قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة، فقالوا لهم: ارجعوا فقد قضي أبوكم. فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال: إليك عني فإني إنما أتيت من قبلك، فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل. فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه، وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره فوضعوه في قبره، ثم حثوا عليه، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم.

وفي موته يروي الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال ستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطىء آدم فخطئت ذريته".


الثلاثاء، 15 أبريل 2014

قصة أصحاب الرس 

قصة أصحاب الرس

موقع القصة في القرآن الكريم:

قال تعالى في سورة الفرقان :

 (( وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا )).

وقال تعالى في سورة ق:

 (( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ))


القصة:
كان من قصتهم : أنهم كانوا يعبدون شجرة صنوبر , وكانت لهم اثنتا عشرة قرية

 على شاطيء نهر يقال له الرس من بلاد المشرق, ولم يكن يومئذ في الأرض نهر

 أغزر منه ولا أعذب منه ولا قرى أكثر ولا أعمر منها . وكانت شجرة الصنوبر في 

أعظم قرية وهي التي ينزلها ملكهم. وقد غرسوا في كل قرية منها حبة من طلع تلك 

الصنوبرة وأجروا إليها نهراً من العين التي عند الصنوبرة , فنبتت الحبة وصارت 

شجرة عظيمة وحرموا ماء العين والأنهار , فمنعوا الناس والأنعام الشرب منها, 

ومن فعل ذلك قتلوه , ويقولون هو حياة آلهتنا فلا ينبغي لأحد أن ينقص من حياتنها ويشربون هم وأنعامهم من نهر الرس الذي عليه قراهم , وقد جعلوا في كل شهر من السنة في كل قرية عيداً يجتمع إليه أهلها ثم يأتون بشاة وبقر فيذبحونها قرباناً 

للشجرة , ويشعلون فيها النيران بالحطب , فإذا سطع دخان تلك الذبائح في الهواء 

وحال بينهم وبين النظر إلى السماء خروا سجداً يبكون ويتضرعون إلي الشجرة أن 

ترضى عنهم. فكان الشيطان يجيء فيحرك أغصانها ويصيح من ساقها صياح 

الصبي أن قد رضيت عنكم عبادي فطيبوا نفساً وقروا عيناً. فيرفعون رؤوسهم عند 

ذلك ويشربون الخمر ويضربون بالمعازف فيكونون على ذلك يومهم وليلتهم ثم 

ينصرفون. حتى إذا كان عيد قريتهم العظمى اجتمع إليها صغيرهم وكبيرهم فجعلوا 

عند لصنوبرة والعين ديباجا عليه من أنواع الصور وجعلوا له اثنا عشر باباً كل باب لأهل قرية منهم ويسجدون للصنوبرة ويقربون لها الذبائح أضعاف ما قربوا للشجرة التي في قراهم. فيجيء إبليس عند ذلك فيحرك الصنوبرة تحريكاً شديداً ويتكلم من

 جوفها كلاماً جهورياً ويعدهم ويمنيهم بأكثر مما وعدتهم ومنتهم الشياطين كلها 

فيحركون رؤوسهم وهم سجود فرحا, فيكونون على ذلك اثنا عشر يوماً بلياليها بعدد أعيادهم سائر السنة ثم ينصرفون. فلما طال كفرهم بالله عز وجل وعبادتهم غيره , 

بعث الله نبياً من بني إسرائيل من ولد يعقوب , فلبث فيهم زماناً طويلا يدعوهم إلى 

عبادة الله عز وجل ومعرفة ربوبيته, ولكنهم لم يستجيبوا له. فلما رأى شدة تماديهم

 في الغي وشاهد عيد قريتهم العظمى , قال: يا رب إن عبادك أبوا إلا تكذيبي وغدوا 

يعبدون شجرة لا تضر ولا تنفع , فأيبس شجرهم وأرهم قدرتك وسلطانك. فأصبح 

القوم وقد أيبس الله شجرهم كلها , فصعب عليهم ذلك, فصاروا فرقتين , فرقة قالت: 

سحر آلهتكم هذا الرجل الذي زعم أنه رسول رب السماء والأرض إليكم ليصرف 

وجوهكم عن آلهتكم إلى الله. وفرقة قالت: لا , بل غضبت آلهتكم حين رأت هذا 

الرجل يعيبها ويدعوكم إلى عبادة غيرها فحجبت حسنها لكي تغضبوا لها. فأجمعوا 

رأيهم على قتله, ثم حفروا بئراً ضيقة المدخل عميقة وأرسلوا فيها نبيهم , ووضعوا

 فوق البئرصخرة عظيمة , وقالوا: نرجوا الآن أن ترضى عنا آلهتنا إذا رأت أنا قد 

قتلنا من يصد عن عبادتها. فبقوا عامة يومهم يسمعون أنين نبيهم عليه السلام وهو

 يقول: سيدي قد ترى ضيق مكاني وشدة كربي , فارحم ضعف ركني , وقلة حيلتي ,

 وعجل بقبض روحي ولا تؤخر إجابة دعوتي , حتى مات. فقال الله جل جلاله لجبريل

 عليه السلام : أيظن عبادي هؤلاء الذين غرهم حلمي وأمنوا مكري وعبدوا غيري

 وقتلوا رسولي أن يقوموا لغضبي أو يخرجوا من سلطاني كيف وأنا المنتقم ممن 

عصاني ولم يخش عقابي , وإني حلفت بعزتي لأجعلنهم عبرة للعالمين. ففوجئوا 

وهم في عيدهم ذلك بريح عاصف شديد الحمرة , فتحيروا فيها وذعروا منها وتضام

 بعضهم إلى بعض , ثم صارت الأرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد وأظلتهم سحابة

 سوداء , فألقت عليهم جمراً يلتهب , فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص بالنار. 

فنعوذ بالله تعالى من غضبه ونزول نقمته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

الأربعاء، 9 أبريل 2014

اذكار الدخول والخروج من المسجد
 عن فاطمة بنت الحسين عن فاطمة بنت النبي قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلتِ فقولي: (( بسم الله, والسلام على رسول الله, اللَّهُمَّ صلّ على محمد, وعلى آل محمد,... وسهل لنا أبواب فضلك))
[فضل الصلاة على النبي 72]  
 عن أبي حميد أو أبي أسيد الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إذا خرج 
[أحدكم من المسجد]فليسلم على النبي وليقل: اللهم إني أسألك من فضلك ))
 [صحيح أبي داود 484] 
 عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: (( إذا خرج [أحدكم من المسجد] فليُسلم على النبي وليقل اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم ))
 [صحيح ابن ماجه 780]
 عن فاطمة بنت رسول الله قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من المسجد قال: (( بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله, اللهم..افتح لي أبواب فضلك ))
[صحيح ابن ماجه 632]
 عن فاطمة بنت الحسين عن فاطمة بنت النبي قالت: قـال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلتِ فقولي: (( بسم الله, والسلام على رسول الله, اللَّهُمَّ صلّ على محمد, وعلى آل محمد, وسهل لنا أبواب رحمتك. فإذا فرغت فقولي: مثل ذلك,
 غير أن قولي: وسهل لنا أبواب فضلك ))
[فضل الصلاة على النبي 72] 
عبد لله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّهُ كانَ إذَا دَخَلَ المسجد, قالَ: ((أعُوذُ باللهِ العَظِيمِ وبِوجْهِهِ الكَرِيمِ, وسُلطَانِهِ القَدِيمِ, مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ )) قالَ: (( فإذَا قَالَ ذَلِكَ, قالَ الشَّيْطَانُ: حُفِظَ مِنَّي سَائِرَ اليوْمِ ))
 [صحيح أبي داود485]
 

قصة أصحاب الجنة 


 

قال الله تعالى: ((إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا 

مُصْبِحِينَ(17)وَلَا يَسْتَثْنُونَ(18)فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ 

نَائِمُونَ(19)فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ(20)فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ(21)أَنْ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ

 كُنتُمْ صَارِمِينَ(22)فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ(23)أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ

مِسْكِينٌ(24)وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ(25)فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ(26)بَلْ نَحْنُ

 مَحْرُومُونَ(27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ(28)قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا 

كُنَّا ظَالِمِينَ(29)فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ(30)قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا 

طَاغِينَ(31)عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ(32)كَذَلِكَ الْعَذَابُ 

وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ(33) )). القصة: كان شيخ كبير كانت له جنة،

 وكان لا يدخل بيته ثمرة منها ولا إلى منزله حتى يعطي كل ذي حق حقه. فلما قبض

 الشيخ وورثه بنوه - وكان له خمسة من البنين- فحملت جنتهم في تلك السنة التي 

هلك فيها أبوهم حملا لم يكن حملته من قبل ذلك، فراح الفتية إلى جنتهم بعد صلاة 

العصر, فشاهدوا ثمرا ورزقا فاضلا لم يعاينوا مثله في حياة أبيهم. فلما نظروا إلى 

الفضل طغوا وبغوا، وقال بعضهم لبعض: إن أبانا كان شيخا كبيرا قد ذهب عقله 

وخرف، فهلموا نتعاهد ونتعاقد فيما بيننا أن لا نعطي أحدا من فقراء المسلمين في 

عامنا هذا شيئا، حتى نستغني وتكثر أموالنا، ثم نستأنف الصنعة فيما يستقبل من

 السنين المقبلة. فرضي بذلك منهم أربعة، وسخط الخامس وهو الذي قال فيه الله

 تعالى: (قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون). أي قال لهم أوسطهم: اتقوا الله 

وكونوا على منهاج أبيكم تسلموا وتغنموا، فبطشوا به، وضربوه ضربا مبرحا, فلما

 أيقن الأخ أنهم يريدون قتله دخل معهم في مشورتهم كارها لأمرهم، غير طائع، 

فراحوا إلى منازلهم ثم حلفوا بالله أن يقطفوا ثمارهم إذا أصبحوا، ولم يقولوا إن 

شاء الله. فأشار القرآن إلى أنهم كيف أقسموا على قطف ثمار مزرعتهم دون إعطاء

 الفقراء شيئا منها، وتعاهدوا على ذلك. ولكن هل فلحوا في أمرهم؟ لقد ابتلاهم الله

 بذلك الذنب، وحال بينهم وبين ذلك الرزق الذي كانوا أشرفوا عليه. إن الله الذي لا 

تأخذه سنة ولا نوم، ما كان ليغفل عن تدبير خلقه،

 وإجراء سننه في الحياة. فقد أراد 

أن يجعل لهم آية تهديهم إلى الإيمان به والتسليم لأوامره بالإنفاق على المساكين 

 وإعطاء كل ذي حق حقه. وأن يعلم الإنسان بأن الجزاء حقيقة واقعية، وإنه نتيجة 

عمله. وإذا إستطاعوا أن يخفوا مكرهم عن المساكين، فهل يستطيعوا أن يخفوه عن

 عالم الغيب والشهادة؟ فأرسل الله تعالى البلاء

 والعذاب على ثمارهم فأصبحت سوداء

 محترقة فلما رأوها أدركوا في تلك اللحظة أن الحرمان الحقيقي ليس بقلة المال

 والجاه، وإنما الحرمان هو قلة الإيمان والمعرفة بالله. وهكذا أصبح هذا الحادث 

المريع بمثابة صدمة قوية أيقظتهم من نومة الضلال والحرمان، وصار بداية لرحلة

 المسير في آفاق التوبة والإنابة، والتي أولها اكتشاف الإنسان خطئه في الحياة. 

ومن هنا نعلم أن من أهم الحكم التي وراء إصابة الإنسان بالبأساء والضراء وألوان 

من العذاب في الدنيا، هو تصحيح مسيرته بإحياء ضميره واستثارة عقله من خلال 

ذلك، كما قال ربنا عزوجل: (فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون). إنها 

سنة إلهية: ولعل في القصة إشارة إلى أن الله تعالى أجرى نفس السنة على المترفين

 أو طالهم منه شيء من العذاب في الدنيا. ومادامت السنن الإلهية في الحياة واحدة،

 فيجب إذن أن يعتبر الإنسان بالآخرين، سواء المعاصرين له أو الذين سبقوه، وأن

 يعيش في الحياة كتلميذ، لأنها مدرسة, وأحداثها خير معلم لمن أراد وألقى السمع 

وأعمل الفكر. فهذه قصة أصحاب الجنة يعرضها الوحي لتكون أحداثها ودروسها 

موعظة وعبرة للإنسانية. ومن الملفت للنظر، أن القرآن في عرضه لهذه القصة لا 

يحدثنا عن الموقع الجغرافي للجنة، هل كانت في اليمن أو في الحبشة، ولا عن 

مساحتها ولا عن نوع الثمرة التي أقسم أصحابها على صرمها.. لأن هذه الأمور

 ليست بذات أهمية في منهج الوحي، إنما المهم المواقف والمواعظ والأحداث 

المعبرة، سواء فصل العرض أو اختصر..

السبت، 5 أبريل 2014


صور رائعة من أستراليا


 

كان السكان الأوائل من شعوب السكان

 الأصليين الأبوريجين الذي هاجر للقارة 

منذ 60 ألف سنة من جنوبي شرق آسيا ،عندما

كانت المياه حولها ضحلة وتسمح لأفراده بالترحال إليها بحرا. ثم إرتفعت المياه المحيطة مما عزلت هؤلاء الوافدين إليها من

الإتصال بموطنهم الأصلي وأصبحوا معزولين داخل قارتهم الجديدة. وكانت هذه القارة مجهولة للعالم الخارجي حتي القرن 17.

وكان هؤلاء المهاجرون جامعي الثمار وصائدي الحيوانات والأسماك ولم يربوا الحيوانات الأليفة. وكانوا يفلحون أرضهم بإشعال

النيران فيها لتطهيرها، و ليمكنوا الحشائش النضرة من النمو ولجذب حيوان الكنغر وغيره ليصطادوها. وكانوا يقيمون سدود

المياه، ويغيرون مجاري الماء، ويتحكمون في مخارج برك المستنقعات والبحيرات لتربية الأسماك في مزارع سمكية. ورغم أنه

شعب بدوي إلا انه خلال الـ 3000 سنة الماضية كان يتسارع في التغيير مرتبطا بأرضه مستخدما آلاته الحجرية. وكان الإستراليون

القدماء يمارسون التجارة مع الأطراف البعيدة بالقارة. وتوائموا مع العوامل البيئية وكانت لهم سماتهم الثقافية والحضارية. عندما

وجدها الرجل الأوربي في أواخر القرن 17 كان يوجد بالقارة أكثر من 250 لغة متداولة. وانقرضت معضمها في مطلع القرن 19.

وكانت المجموعات البشرية هناك ثنائية اللغة أو متعددة اللغات. و هذه المجموعات كان يطلق عليها قبائل.

 نأخذكم من خلال هذا الموضوع في جولة

 بإستراليا ذات الطبيعة الخلابة ، خيث نقدم لكم مجموعة من الصور الرائعة

 والتي تعكس تنوع الطبيعة في هذه القارة الصغيرة.

يبلغ عدد سكان أستراليا تقريبا 20 مليون نسمة من مختلف الجنسيات ويتمركز معظمهم في المدن الساحلية. اللغة الرئيسية في أستراليا هي اللغة الانجليزية وهي المستخدمة من قبل معظم السكان لكن حوالي 4 ملايين نسمة يتكلمون لغات أخرى 




























 


.

.
رشحنا في موقع اللواء الاخضر | أفضل دليل مواقع عربي إسلامي | شات | دردشة اللواء الأخضر

مدونات صديقة

  • القط أو الهر - *القط* أو *الهر* *القط* أو *الهر * (ويطلق عليه العامة البِسُّ بكسر الباء) (الاسم العلمي: *Felis catus*) حيوان من الثدييات، فصيله السنوريات، دجنه الإنسان ق...
    قبل 8 أعوام
  • أسياخ لحم الخروف بالخضر - أسياخ لحم الخروف بالخضر *المقادير:* 1.5 كغ لحم خروف دون عظم 3 بصلات مقصوصة ل 4 قطع 2 ملاعق زيت زيتون ملعقة نعنع جاف مطحون ملعقة عصير ليمون ملح و فلفل حسب ...
    قبل 7 أعوام

 
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...